ثورة الفيس بوك


بدأت شبكة الفيس بوك كما نعلم جميعا كشبكة اجتماعية خاصة لطلاب الجامعة و توسعت لتصبح أكبر شبكة إجتماعية عالمية
و لكن ذلك الطالب في تلك الجامعة الذي بدأ مشروع الفيس بوك لم يكن يدرك انه في عام 2011 الفيس بوك سيكون سبب في قيام ثورة شاملة، ثورة من شأنها تغيير عامل بأكمله.
بدأت ثورة تونس قبل عدة أسابيع منشأها مجموعة من الشباب رواد الفيس بوك الذين سئموا الدكتاتور و قرروا أن الوقت قد حان ليقوموا بثورة فخططوا لها عبر مجموعات الفيس بوك، الغريب أن زين العابدين الرئيس المخلوع لم يكن متابعا جدياً للفيس بوك و لا أحد اعوانه فلم يحسب حسابه أن الخطر لم يعد تعليم و لا سلاح انما مجموعة اجتماعية أنشأها طالب في أحد جامعات أمريكا. و بعد أن خطط التونسيون أمام مرآى و مسمع شعب بأسره انتفضوا أو لنقل ثاروا ضد الحكم و ضد الرئيس و قاموا بطرده من البلد يجر أذيال الخيبة ورأه، محلقاً في الجو تسع ساعات لا يجد بقعة على هذه الأرض تقبل به بعد أن كان حاكماً لبقعة من بقاع الأرض. سبحان الله ربك يمهل و لا يهمل.
و الشئ المثير للإستغراب حقاً كيف أن حسني مبارك وقع في نفس الخطأ و لم يحسب حساباً للفيس بوك الذي عبره قام المصريين بتنظيم مظاهرات المليون و المليونين مناشدين حسني مبارك ترك الرئاسة. أقول يا حسني كان تعملك حساب أنت كمان. و لكن طبعا لغبائه الشديد يسأل الشعب أن يمهله ثمانية أشهر أخرى حتى بدء الإنتخابات ليترك الساحة لرئاسة و حكومة جديدة. حسني أما زلت غبياً يارجل؟ يمكنك متابعة صفحة جروب عالفيس بوك لتعلم أن مجموعة الخطابات التي تقوم بإلقاءها بينما يحاول الناس النوم لن تنفع لأنه و على مايبدو شباب الفيس بوك لا يريدونك. و يمكنك معرفة ذلك بمتابعة بسيطة لأحد الجروبات المصرية الخاصة بالثورة.
و بقي السؤال يتردد مراراً و تكراراً من الدولة القادمة.. و يبدوا أن اليمن هي ثالث دولة فقد حُملت شعارات الثالث من فبراير عبر الفيس بوك و تم جمع الآف الأصوات في جروبات ثلاثة فبراير اليوم الذي سيشد انقلابة فيس بوكية أخرى ضد حاكم أخر و طبعاً لو أن الرئيس الآن متابعا للفيس بوك سيرى أن الشعب لم يعد يطيق خطاباته التي ابتدأ بها الأسبوع المنصرم عن إعفاء الطلاب و زيادة الرواتب 5000 ريال التي لا تكفي حتى لحق القات، و من تم تصريحه الأخير عن تأيده لمظاهر سلمية يقوم بها المواطنين غداً.. الحقيقة عن أي سلم يتحدث و انا اليوم مارة رأيت عدة مدافع كاتيوشا و سيارات حرس جمهوري في الطريق. لا يبدو لي أن الوضع سيكون سلميا كما يحاول الرئيس أن يفرض على المواطنين و تهديده و وعيده أيضاً يبدو لي أن نتائجه ستكون أكثر سلبية مما يتوقع. عزيزي الرئيس ظننتك أذكى من ذلك فأنت أستاذ في تدبير المكائد و المؤمرات و لكن يبدو أنك هذه المرة وقعت وقعة الأسد في حفرة الصياد و ذلك لأنك غير متابع للفيس بوك سترى أن خطاباتك جاءت متأخرة ثلاثون عاماً و قراراتك أيضاً بل إن غالبية الشباب مصمم أن ينحيك و لكني أضل أتسأل إن كان الشعب جدي في الموضوع أو أن الرئيس سيجد مخرجاً كإرسال مبالغ تكفي ليومية القات أو يرسل مجموعة من السيارت لتوزيع القات المجاني.. فربما تخمد الثورة قليلاً حينما يجد الشعب شيئا يخدر احساسه لفترة من الوقت. و لكن تبقى كلها اسئلة و إجابات ننتظرها في الغد. ثورة شباب الفيس بوك اليمنية
تحياتي لشباب الفيس بوك