Friday, July 30, 2010

طبق كفتة

أغمض عينيّ و أتذكر فيها أني اشتاق لأن أذهب إلى مطعم
من تلك المطاعم الفاخرة التي أرى على طاولتها عشرات الأشواك
و السكاكين و الأطباق البيضاء و الكؤوس الكرستالية البراقة
ليش هذا فقط بل المناديل المخملية و الشموع ذات الروائح الزكية
و المقاعد المريحة
و قائمة الطعام المليئة بأنواع الأطعمة الشهية و الغريبة
و الآتية من مختلف البلدان و الحضارات
من اوروبا و اسيا و الأمريكيتين
من شدة التنوع أجد نفسي في حيرة شديدة
أتصفح قائمة الطعام التي هي عبارة عن كُتيب كبير
يحتوي على اسم الطبق و مكوناته و سعره طبعاً
فأسأل نفسي
ماذا أختار اليوم؟ ماذا أُجرب؟
فرنسي أم إيطالي؟ أسباني أم ياباني؟
حار أم بارد
مطهو أو نصف مطهو؟
و يأتي النادل مرتديا زيه الخاص
يبتسم إبتسامة عريضة مرحباً
و معرفاً بإسمه الشخصي
ثم يسأل عما يستطيع أن يقدم لأشرب حتى يعطيني الوقت لأختار
تم يعود مبتسماً بكأس الكوكاكولا و قد وضع القصبة الخاصة بالشرب
ثم يقول ما هي الأطباق الخاصة لليوم.. شوربة مثلاً
و طبق ما.. يعتني به الشيف خصوصاً اليوم
ثم أقوم بطلب طبقي مصحوباً بسلطة و شوربة و مقبلات
ثم يأتي بالشوربة
تليها السلطة بعد أن انتهي من الشوربة
ثم الطبق الرئيسي مصحوباً ببطاطا حلوة او مهروسة أو مقلية
و صلصة و خضروات مطهوة أو جبنة
و لا يتوقف النادل عن ملئ كأسي بالعصير كلما فَرُغَ الكأس
و يأتي الشيف شخصياً ليسأل كل شخص إن كان مستمتعاً بطعامه
و تمر ساعات دون أن أشعر به
ثم أدفع الفاتورة تاركة بقشيش محترم للنادل الرائع
و لكني الآن أعود.. أعود لطاولتي البلاستيكية
و مقعدي البلاستيكي الغير مريح
و أنظر إلى قائمة الطعام الورقية و التي قد تبللت مئات المرات
و أندلقت اكواب القهوة و الشاي عليها
و يأتي النادل متذمراً لا يود أن يؤدي عمله كما يجب
و لا يحب أن أتأخر عليه في إختيار ما أحب أن أكل
و يحضر الطعام في أطباق بلاستيكية
بدون ملعقة أو شوكة
و فوق كل هذا ندفع 8% خدمة
لا أدري ما هي الخدمة بالضبط
أو أخطاء شديدة كأن أطلب الشوكلاتة الساخنة و أجد النادل قد احضر شوكلاتة باردة
و المفروض أن اتحمل خطأه و أشربها و أدفع قيمتها
و في الأخير أفضل ساندويتش الكفتة من على الطريق
بدلاً عن الذهاب إلى المطعم و التعرض للإهانة
رغم أني المشتري و أنا من سأدفع
و اكله في منزلي مع كوب شاي عدني :)

No comments:

Post a Comment