Wednesday, October 13, 2010

أقاصيص من الواقع

من منا لم تمر في حالة هذيان مستميت كان سببها ذلك الشعور الذي قد يكون أحيانا مزيفا.. ذلك الإحساس الذي يكتب له الجميع
ويتغنى به أهل الفن
إنه شعــور الحــب
حاولت مراراً أن اصل لإجابة لسؤال دائما يطرأ في بالي.. ما هو هذا الشعور؟ كيف نعرف أنه الحب؟
أتذكر إحدى صديقاتي و التي لا أعلم عنها شيئا منذ أربع سنوات تقريبا.. كنا في الجامعة و كانت عيناها تتلألأ كلما رأت ذلك الشخص قادماً
كان طويلاً و ربما وسيماً و لكنها دوما رأتهُ ملك جمالاً لا مثيل له
كنت أظن الأمر مزحة... فكعادة الفتيات في سن المراهقة حين يمر شاب ضخماً و وسيمً تتمتم الفتيات مبتسمات و لكن هذا لا يعني حباً أو حتى مسمى الإعجاب
في نهايةَ ذلك العام أصبحا على تواصل من ورائي.. كنت معها و لكنها لم تخبرني بأن النظرات تحولت لتصبح لقاءات خفية على درب العشاق الخاص بالجامعة و الذي وقفت أمامه محلات التصوير فبات من الصعب رؤية من يختفي خلفهم.. و السبب و كما لم تتوانى عن اخباري أنها خائفة ان أقع في حبه أو أفكر به و بالتالي أخده منها... و لجعل قصة طويل أقصر... لم يكن لي مكاناً بحياتها فطبعً بعد معرفتي بشعورها شعوري الجرح جعلني أقول إذهبي فلم يعد بيننا ما يقال... و بعد ثلاثة أعوام و هي تخبر الجميع بقصة الحب المتوهجة و أخبار الزواج و الخطبة القريبة ناهيك عن أسباب أننا لم نعد أصدقاء كوني و على حد قولها "أشعر بغيرة شديدة أنه أختارها هي و لم يختارني" و في أخر سنة من السنوات الجامعية يأتي إعلان خطبة بإسم ذلك الشاب... كل الفتيات يركضن ليباركوا لها يا صديقتي كم فرحنا بخبر الخطبة!! أالف مبروك .. تقف هي تقف وقد احمر وجهها.. لا أدري غضباً أو خجلاً و لكنها تقول هناك خطأ ما.. و تطالع الإعلان لتجد الإسم نفسه و لكنه بعد ثلاث سنوات لم يخطبها هي.. و إنما تقدم لخطبة الله يعلم من... فهنا أقف
أهذا هو الحب؟؟ يملئهُ بكذب و خداع؟ فقد أخبرتني أنه يحبها!!! ولكن عن أي حبا تتحدثين يا أختاه.. حتى أنه لم يجدها من الأهمية الكافية ليخبرها خبر خطبته بنفسه بدلاً من مفاجئتها بالخبر

ليس هذا فقط هناك شخصيةً أخرى تحب رجلاً إلى حافة الجنون.. تعشقه... لو كان الأمر بيدها لتزوجته و تقدمت له بل و دفعت مهره أيضاً... هل هذا هو الحب إذا؟؟
و لكن كل يوم هي تعلم أنه لا يحبها .. يستنزفها نعم.. يستنزف طاقاتها يخبرها أنها تعني له الكثير و في أخر اليوم يتحدث عن تلك و تلك بمشاعر عميقة و يتحدث عن ذكريات قديمة بمشاعر أكثر عمقاً مثبتاً أنه فعلاً لا يُحبها.. من ذا الذي يُحب امرأة ثم يتغزل بمن عرفهنَّ قبلها؟ و يجرحها و لا يهتم و لا يُفكر حتى أنه قد يجرحها بتلك الكلمات.. ما زلت لا أفهم
هل هذا هو الحب ؟

أو تلك المرأة التي تحب ذلك الشاب في فصلها و تحدثه و تتودد إليه لتخبره بأسلوبها المتدلل أنها تكنّ له المشاعر و يتجاوب معها... بل يعطيها كل الإشارات و العلامات التي تؤكد أنه ايضاً عاشقاً و معجباً أزلي...ثم فجاءة و في من الأيام يتذكر أنهُ و منذ زمناً بعيد خطبت له عائلتهُ إبنة عمه و الآن يخبرها أنهُ لا يستطيع أنه رغم حبه الشديد لها رغم تعلقه بها إلا أن الإرتباط مستحيل... فتركض كطائر مكسور تنزف أجنحتها بعيداً معطية لهُ كل الأعذار و لكن يبقى السؤال.. هل هذا هو الحب؟

و أخيراً و ليس أخراً أرى انه تعددت المشاهد التي تحوم حول ذلك الشعور المسمى حباً و لكن كلها لا توجي بأنها حباً كما تحدث عنه الأدباء

فيقولون الحب هو أن تشعر بأن ذلك الشخص هو شخص لا يمكنك العيش من دونه

ألم يكن هذا شعور كل فتاة في كل المواقف السابقة؟

الحب هو أن تضحي للحبيب لسعادته

يتوفر عامل التضيحة في قصتين مما تكلمت

و لكن تعريفي للحب أنه شعور مختلط ربما اعجاب .. ربما حالة فكرية و لكن ليس له تعريف محدد و ليس له ملامح محددة

إني حتى أتسائل كم من المحبين هم اليوم مرتبطين رباط أبدي؟؟؟



No comments:

Post a Comment